| 5 التعليقات ]


وانا فى طريقى الى العمل فى الصباح الباكر من هذا اليوم . كنت اقود سيارتى متجها الى الدوحة (قطر) . واسمع المذياع . قناة القران الكريم من الكويت . استوقفتنى قصة مؤثرة جدا . جعلت الدموع تسيل من عيناى وانا اسمع الشيخ يسردها ويسترسل فى قصها على المستمعين .


 وهى انة كانت امراءة فى الخمسين من عمرها ويراها الناس فى كل صباح تأخذ اولادها الصغار وتذهب بهم الى ان توصلهم باب المدرسة وتطمئن عليهم انهم دخلوا بأمان الى المدرسة وتعود الى البيت بكل احترام وتقدير من الناس . واخر اليوم الدراسى تذهب وتنتظرهم على راس الشارع لانهم يعودون بالباص وتكون هى فى انتظارهم قبل موعد الباص بساعة او يزيد . وتهتم بالاولاد اهتمام غير عادى من حيث الملبس والمظهر واستذكار الدروس وكل ما يشمل تربية الاولاد . وكانت تذهب الى المدرسة لتطمئن عليهم من خلال معلميهم ومربيهم فى تلك المؤسسة التعليمية العظيمة. وكانت تنتظرهم امام باب الفصل بالساعة او على مدى طول الحصة حتى يخرج المدرس وتسأله على مستواهم ودرجاتهم فى التحصيل الدراسى. وتغضب غضبا شديدا حينما يكون الفرد منهم قد نقص درجة او نصف درجة فى امتحانات الصف.وذات يوم سأل مدير المدرسة . من هذة الام التى تجلس امام الصف كل يوم.؟ وكان يراها من شباك المكتب بأستمرار وهى جالسة على الكرسى الخشبى المؤلم هذا كل يوم . حتى انة ذات يوم استعطف عليها العامل حين رأها تجلس على الكرسى منحنية رأسها الى الارض كأنها هى والكرسى قطعة واحدة لاتتحرك. واحضر لها العامل كرسى بلاستيك مريح نوعا ما عن تلك الكرسى الخشبى القبيح. فشكرتة بصوت خافت.
 وبعدها جاء يوم الام المثالية فقرر المدير منح جائزة الام المثالية لتلك المرأة التى تأتى كل يوم تنتظر اطفالها وتسأل عن مستواهم .
 وبعث اليها بالخبر مع الاخصائى الاجتماعى حيث ذهب اليها وقال لها. بعد التحية؟ ان ادارة المدرسة قررت ان تمنح اليك جائزة الام المثالية لهذا العام سيدتى؟
 التفتت الية فى استغراب وقالت انا ؟ قال نعم انت التى تستحقينها.
 قالت فى صوت ملئ بالاسى والحزن ولكنى يابنى لست اما حتى استحق هذة الجائزة؟
 نظر اليها المعلم قائلا فى دهشة كيف وانتى كل يوم تاتى وتذهبى مع ابنائك تلك.
 قالت والدمع ينزل من عينها انا امرءة عقيم ؟ وتزوجنى زوجى بعد وفاة زوجتة الاولى . وهى ام تلك الاولاد. وانا بعد الزواج اخذت عهد على نفسى ان اكون اما لهولاء الايتام بكل ما تحمل الكلمة من معنى . واحببتهم حبا جما . واحبونى ولا يقولون لى الا امنا.
 ولم استطيع البعد عنهم لانهم حياتى وعمرى وكل جوارحى واعيش فى هذة الدنيا من اجلهم . والبيت من دونهم ظلام . لا استطيع ان اتواجد فية الا وهم معى لاجل هذا انا اهتم بهم واتى اعد الساعات حتى يخرجوا وافرح بعودتهم واذهب بهم اى البيت.لهذا انا لا استحق الجائزة..... لانى لست ام.
 تأسر المعلم جدا وجرى يهرول الى المدير . وقص علية القصة المؤثرة . ومن جانبة قام المدير واخذ الجائزة وذهب بها اليها بنفسة . وقال سيدتى بل انت من يستحق تلك الجائزة لانك اما مثالية. لهذا العام.